اللاÙت للنظر اليوم وبعد مرور أكثر من عامين على إعلان تنظيم الدولة "داعش" خلاÙته المزعومة، أن معالجة الدراما العربية لقضية تنظيم الدولة لا تتناسب ÙˆØجم خطرها على المنطقة، Ùنجدها دون المستوى ÙÙŠ Ø£Øيان كثيرة، ومتشابهة المضمون والمØتوى ÙÙŠ Ø£Øيان أخرى.
يبØØ« المنتجون عن النص الذي ÙŠØقق أعلى ربØية، ÙÙŠ الوقت الذي يخشى Ùيه الكثير الدخول إلى منطقة Ùنية جديدة غير مضمونة العائد المادي بنسبة كبيرة، مما قد يؤدى إلى تراجع ÙÙŠ الدور الذى تلعبه الدراما والسينما داخل المجتمع، كمايرى البعض.
الدراما وداعش
تلعب الدراما التليÙزيونية دوراً مهماً ÙÙŠ ترسيخ بعض الظواهر الجديدة للمجتمع، Ùالعلاقة بين الدراما والمجتمع كما يشرØها علم النÙس الإعلامي، علاقة تبادلية Ùكلا الطرÙين يستقي من الآخر دوراً له، وتظل الإشكالية بينهما Øول مدى وقوة تأثير Ø£Øد الطرÙين على الأخر مطروØØ© ومØÙ„ جدل ونقاش، لكن ÙÙŠ النهاية تظل للدراما دوراً كبيراً بØكم سهولة دخولها إلى البيوت والعوامل الÙنية الجذابة التي تجعلها Ù…ØÙ„ طلب دائما، ولكن بالنظر لتناول الدراما العربية لظاهرة تنظيم داعش تظل هذه الزاوية Ù…ØÙ„ جدل نظراً لصعوبة تبني موق٠موØد تجاه هذه المسألة واختلا٠الرؤى والزوايا للمعالجة ØŒ Ùلابد على القائم بالعمل الÙني أن يكون له موق٠سياسي ما ينعكس على تناوله لهذه الظاهرة، ونظراً لغياب الرؤى لدى كثير من القائمين على الأعمال الÙنية.
باتت قضية داعش Øبيسة الأدوار الثانوية أو Øتى الكوميدية الخÙÙŠÙØ© ØŒ ولم يخرج إلى الآن عمل درامي نستطيع أن نطلق عليه أنه اقترب من هذه القضية اقتراباً كبيراً، كما قال الناقد السينمائي المصري، رامي عبدالرازق.
وتظل Ùكرة وجود عمل درامي قائم تماماً على قضية داعش أشبه بالصعب الآن لوجود اعتبارات عديدة ومنها اختلا٠غياب الرؤية والعقلية المقتنعة بأهمية هذه الظاهرة لدى كثير من القائمين على الأعمال الÙنية، بما ÙÙŠ ذلك الإنتاج الذي يخشى المغامرة والدخول ÙÙŠ منطقة قد لا يجدي من وراءها مالاً، Ùالمنتج اليوم يستسهل العمل الذي يرتبط باسم Ùنان معين ولا Øتى يقرأ النص بل يكتÙÙŠ باسم الÙنان، وهذا عكس ماكان قديماً عندما كان المنتج يقرأ Ø¥Øدى الروايات لنجيب Ù…ØÙوظ أو يوس٠السباعي أو اØسان عبدالقدوس ومن ثم يقرر تØويلها Ù„Ùيلم، Ùهنا نق٠أمام عائق الإنتاج والرغبة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø±Ø¨Ø Ø§Ù„Ø³Ø±ÙŠØ¹ بغض النظر عن المضمون المقدم والدليل على ذلك مسلسل "الإسطورة" الذي عÙرض ÙÙŠ رمضان الماضي، كما Ø£ÙˆØ¶Ø Ø¹Ø¨Ø¯Ø§Ù„Ø±Ø§Ø²Ù‚ ÙÙŠ Øديثه الخاص لـ "صوت دمشق".
لا تزال المعالجة الدرامية لقضية تنظيم الدولة داعش وقضايا الإرهاب على استØياء، Ùنجد مسلسل" سيلÙÙŠ"ØŒ ÙÙŠ موسمه السابق، للممثل السعودي ناصر القصبي قد تناول ÙÙŠ Øلقة له بعنوان "بيضة الشيطان" والتي جسد Ùيها القصبي دور رجل يبØØ« عن ابنه المنضم للجماعات الإرهابية. وعاى إثره تعرض القصبي لتهديدات بالقتل من قبل أعضاء ÙÙŠ التنظيم .
ÙˆÙÙŠ عام 2014 ØŒ تناول مسلسل عراقي القضية بأسلوب Ùكاهي عبر تجسيد الأمور المتشددة التي يعتقد بها التنظيم ÙÙŠ كل مناØÙŠ الØياة ØŒ وجاء المسلسل بعنوان دولة الخراÙØ©"ØŒ وكان المسلسل من أوائل الأعمال الدرامية التي طرقت باب هذه القضية نظراً لما يعانيه المجتمع العراقي من مآسي بعد سيطرة التنظيم على أمور الØياة ÙÙŠ كثير من بلداته.
وتناول المسلسل المصري "Øواري بوخارست" قضية الشاب المصري "اسلام" الذي تم تجنيده ضمن صÙو٠داعش، والذي لاقت قضيته جدلاً على مواقع التواصل الإجتماعي وقتها، وأشار مسلسل "Øلاوة الروØ" للراØÙ„ خالد ØµØ§Ù„Ø Ø¥Ù„Ù‰ القضية من بعيد.
ÙˆÙÙŠ مسلسل "مأمون وشركاه" للÙنان عادل إمام، تمت الإشارة إلى شخصية الإرهابي الذي يتبنى الÙكر الداعشي المتشدد ÙÙŠ شخصية زوج ابنة البطل، ولكن جاءت معالجتها مقتصرة على الظواهر Ùقط دون التطرق لجوانب أخرى، Ùالذقن والجلباب واللهجة المتشددة هى الأنماط المعتادة ÙÙŠ تقديم صورة الإرهابي، مع اغÙال جوانب أخرى أهم، كما قال رامي عبدالرازق، وهى الدخول لأعماق تلك الشخصيات وكي٠تكونت والدواÙع التي أدت بها إلى ذلك، والعمل على التقريب بينها وبين المجتمع لأنهم ÙÙŠ النهاية يخرجون منه وليسوا مقØمين عليه، Ùكي٠Øدث هذا التطور ÙÙŠ شخصياتهم بهذا الشكل ØŒ كل هذه التساؤلات باتت لا إجابة عنها ÙÙŠ الدراما إلى الآن.
السينما وداعش
اقتصرت السينما ÙÙŠ معالجتها لقضية تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية على تصدير صورة ذهنية معينة لا تخرج عنها، Ùكما الدراما اهتمت بتقديمها على الهامش أو تقديمها بأسلوب كوميدي، وتأتي الأسباب وراء ذلك نتيجة اهتمامها بالأعمال التي لا تخلق مشاكل مع الØكومات التي تتورط بعضها ÙÙŠ مسئووليتها عن ظهور مثل تلك التنظيمات الإرهابية، ÙتØاول ألا تتطرق السينما لها كي لا تظهر تورطها، كما Ø£ÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ù‚Ø¯ الÙني رامي عبدالرازق، بالإضاÙØ© إلى مشكلات آخرى تظل عائق أمام تناول هذه القضية سينمائياً.
ولم تتجاوز تلك الأÙلام أصابع اليد الواØدة ØŒ Ùنجد الÙيلم المصري "دعدوش" الذي يتناول القضية بأسلوب Ùكاهي عن طريق شاب بسيط يعاني من الÙشل والإØباط، يجد Ù†Ùسه Ùجأة، واØداً من Ø£Ùراد تنظيم "داعش" الذي وعده بالزواج والمال، لكن واجه الÙيلم عقبات أمنية خلال تصويره وتوق٠عن التصوير الى الآن.
ومن المÙترض أن يخرج Ùيلماً للكاتب جمال بخيت وبطولة طارق لطÙÙŠ ØŒ يتناول القضية عن طريق تناول Øكاية طائÙØ© الØشاشين التي انتهجت أسلوب تنظيم داعش قديماً.
أما Ùيلم "دم بارد" للمخرج أمير رمسيس Ùسيتناول الطرق التي يتم بها تجنيد الشباب وكذلك الظرو٠الاجتماعية والثقاÙية التي تؤثر ÙÙŠ عملية التجنيد، وتصوير عدد من مشاهد الإجرام الذي انتهجه التنظيم مثل Øرق الطيّار الأردني معاذ الكساسبة ÙˆØ°Ø¨Ø Ø§Ù„Ø´Ø¨Ø§Ø¨ المصريين ÙÙŠ ليبياوغيرها.
كما اقتØÙ… المخرج المصري الشاب عمرو سلامة هذا الإطار بÙيلمه الذي يواجه مشاكل مع الرقابة Øاليا، والذي جاء باسم " الشيخ جاكسون" .
ميني داعش
ÙÙŠ موسم رمضان الماضي، قدم الÙنان المصري خالد عليش، برنامج مقالب تØت اسم "ميني داعش"ØŒ عن طريق ايهام الضي٠أنه يقدم على تصوير Ùيلم سينمائي ØŒ ومن ثم ممارسة أساليب داعش المخيÙØ© عليه مما يجعله يرتبك كثيراً، وتظهر علامات الخو٠والقلق عليه، وقد لاقى البرنامج العديد من التعليقات الناقدة له بسبب اعتماده على ترسيخ Ùكرة العنÙØŒ ومن ثم نشرها وقبولها اجتماعياً على اعتبار الÙكاهة، مما يجعل المجتمع Ùيما بعد يكن أكثر تقبلاً Ù„Ùكرة ممارسات التنظيم واقعياً، Ùاعتبره البعض قدّم خدمة مجانية للتنظيم غير مدÙوعة الثمن .
تخو٠من التناول
وعلّق الناقد الÙني المصري، رامي عبدالرازق على تناول ظاهرة تنظيم داعش درامياً وسينمائياً، قائلاً : إنني Øتى الآن لم أجد الدراما والسينما المصرية قد تناولت هذه الظاهرة بأسلوب أكثر عمقاً، أو على مساØØ© واسعة، وإنما تم الإشارة لها Ùقط ÙÙŠ مسلسل "بوخارست" الذي تناول قضية الشاب المصري "اسلام" الذي تم تجنيده ضمن صÙو٠داعش، والذي لاقت قضيته جدلاً على مواقع التواصل الإجتماعي وقتها، لكن باستثناء هذا المسلسل لم أرى أى عمل Ùني آخر اهتم بتلك القضية على الرÙغم من أهميتها الكبيرة ÙÙŠ المجتمعات العربية.
وأرجع عبدالرازق، خلال Øديثه الخاص لـ "صوت دمشق"ØŒ السبب ÙÙŠ قلة تناول هذه الظاهرة إلى عدة أسباب سبق الإشارة إليها، لكنه استكمل تلك الأسباب ØŒ قائلاً: لا يوجد إلى الآن دراسة متعمقة وشاملة لهذه الظاهرة على المستوى الÙني والإجتماعي، لذا تظل هناك جوانب مغÙلة من الصعب الوصول إليها، خاصة وأن المجتمع المصري لا يعاني مباشرة من هذه المشكلة كباقي الشعوب الأخرى مثل سوريا والعراق، اللهم إلا ما ÙŠØدث ÙÙŠ سيناء ØŒ مؤكداً على أن تناول ظاهرة داعش الموجودين ÙÙŠ سيناء تظل مشكلة تتعلق بسياسات الØكومة ÙÙŠ التعامل مع بدو سيناء والذين تم اهمالهم منذ عصر مبارك مما جعلهم بؤر جاهزة للإنضمام لداعش، ولكن تخشى الØكومة المصرية تناول Ø£Øوالهم Øتى لا يكون ذلك سبباً ÙÙŠ إدانتها.
بالإضاÙØ© إلى ماسبق، أكد عبدالرازق أن اكتمال الظاهرة والبعد عنها بÙترة زمنية كاÙية يجعلها Ø£Ùضل ÙÙŠ التناول والعمق، قائلاً : إن المعاصر هو أسوأ مؤرخ للØظة، Ùأنا من أنصار عدم التعجل ÙÙŠ الØكم على Øالة معينة، لأن الأÙكار تتبدل سريعاً، وتبادل الأدوار وارد ÙÙŠ كل Ù„Øظة ØŒ لكن هذا لايمنع أن يتم تناول ظواهر عاجلة ناتجة عن الظاهرة الأم، مثل تناول قضية استقطاب الشباب لتنظيم داعش وإلقاء الضوء على هذا الأمر الخطير، لتوعية المجتمع .
وعن دور الÙÙ† ÙÙŠ توعية المجتمع، قال عبدالرازق: من أهم أدوار الÙÙ† هو تقديم التوعية عن ظاهرة ما كما كان ÙÙŠ Øقبة الثمانينات والتسعينيات، Ùنجد مسلسل مثل "إمرأة من زمن الØب" تØدث عن قضية عبدة الشيطان ØŒ التي انتشرت وقتها، ومسلسل "أرابيسك" ÙˆÙيلم "الإرهابي" Ùˆ"دم الغزال"ØŒ كلها ساهمت ÙÙŠ الاقتراب من تجسيد ظواهر يعاني منها المجتمع المصري، ÙÙŠ هذا الوقت، مؤكداً على أن المجتمع ÙÙŠ Øالة من الشغ٠لتناول القضايا التي تمسه وتمس مستقبل أبناؤه، وسيتابع الجمهور أى عمل قد يتØدث عن ظاهرة "تنظيم داعش" على اعتبار أن بعض أبناؤه قد يقع ÙÙŠ هذه المصيدة ولتقديم خبرات آخرين للإستÙادة منها.
وأشاد عبالرازق بالأعمال الدامية التي تقدم مشكلات المجتمع الØقيقية والمعقدة بصورة Ùنية جذابة ومشوقة وهذا هو دور الÙÙ† كما يراه، ودلّل على ذلك بمسلسل "تØت السيطرة" الذي تناول مشكلة الإدمان ÙÙŠ المجتمع وأقبل عليه جمهور كبير.
وقدم الناقد الÙني المصري عددًا من المقترØات من أجل العمل على تقديم ظواهر مجتمعية Øقيقية Ùنياً، قائلاً: على العمل الÙني الØقيقي أن يشتبك مع المجتمع ويقترب منه أكثر ويدرس طواهرة بصورة Ø£Ùضل بغرض استكشاÙها وليس بغرض استغلالها ومن ثم دق ناقوس خطر Øولها ØŒ Ùترك ظواهر بعينها بعيدة عن أعين الناس يجعل هذا المجتمع يتØول تدريجياً إلى قنبلة موقوتة.